القماش العجيب الذى صنع فى مصر وخرج بغير عوده

القماش العجيب الذى صنع فى مصر وخرج بغير عودة

..........
انه لعجيب امر هذا القماش الذى وحد جميع طبقات الشعب المصرى
فى رداء واحد ما بين فترة الخمسينيات والثمانينات من القرن الماضي
انه :
قماش الكستور القطني الناعم الذي تمتاز مصر بزراعته

.......
فى الستينيات وما أن يحل الشتاء، حتى تصبح البيجاما الكستور من أكبر علامات الشتاء المميزة، حيث كانت الدوله توزع أتواب اقمشة الكستور مع الزيت والسكر ببطاقة التموين فاصبح الزي الموحد للمصريين حيث كان الجميع يرتدي نفس البيجامه الكستور ، من الغفير وصولا لرئيس الجمهورية وصمم منه المصريون أفضل بيجامه وافضل جلابيه ومعها الطاقية لتصبح علامة من علامات الوقار داخل البيت المصرى..

.....
اخترق الكستور المدارس المصرية فكانت تصنع منه المريلة البيج ، الزى الرسمي للمدارس ، دون تفرقة بين غنى وفقير قبل تصنيعها من قماش يعرف
باسم (تيل نادية ) والتى بدأت فى الانقراض بعد انتشار المدراس الخاصة، وتراجع المدراس الحكومية
.....
وعندما تمت أول عملية تبادل أسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية في نوفمبر 1973، وأصر الرئيس الراحل أنور السادات وقتها على إرسال الأسرى الإسرئيلين وهم يرتدون «البيجامات الكستور» المصريه الصنع لتتناقل صورهم وكالات الأنباء العالمية
.......
فى السبعينيات لم تكن المساحة التي احتلتها هذه البيجاما في القلوب والمجتمع فقط،
فقد كانت أساسية كذلك في الاقتصاد والصناعة.
فقد عملت 33 شركة من القطاع العام وأكثر من 3 آلاف شركة قطاع خاص في منتجات الغزل والنسيج وفي تصنيع الملابس الكستور الشتوية. فيما عمل حوالي 50% من عمال البلد في صناعات الغزل والنسيج.
...
كما مثلت الصناعات القطنية المحلية 44% من إجمالي الصادرات، شكلت البيجامات والعباءات المُصنعة من الكستور المصري 15% منها.
.......
مع بداية الثمانينات من القرن الماضي، وبداية الانفتاح الاقتصادي والخصخصة وبيع القطاع العام، غابت الصناعات المصرية ليحل محلها منتجات مستوردة لصالح أصحاب المكاتب والتوكيلات الأجنبية.
...
عزيزى القارىء هل تتمنى عوده القماش الكستور هذا القماش العجيب ؟
اميمه حسين